Devoir Tn

  • Avatar de l’utilisateur

    admin

  • Category:

    1ère année العربية

  • english

كليلة ودمنة

كليلة ودمنة تأليف : عبد الله بن املقفع باب عرض الكتاب لعبد الله بن املقفع 45 باب توجيه كسرى أنو […]

كليلة ودمنة

كليلة ودمنة

تأليف : عبد الله بن املقفع

باب عرض الكتاب لعبد الله بن املقفع 45
باب توجيه كسرى أنو شروان برزويه إلى بلاد الهند لطلب الكتاب 53
باب برزويه الطبيب 61
باب الأسد والثور 73
باب الفحص عن أمر دمنة 107
باب الحمامة املطوقة 123
باب البوم والغربان 137
باب القرد والغيلم 153
ِ باب الناس ِ ك وابن عرس 159
باب إبلاد وإيراخت وشادرم ملك الهند 161
باب مهرايز ملك الجرذان 177
ِّ باب السنَّور والجرذ 185
باب امللك والطري قبرة 191
باب الأسد وابن آوى 197
باب السائح والصواغ 205
باب ابن امللك وأصحابه 209
باب اللبؤة والشعهر 215
باب الناسك والضيف 219

(1 (القسم الأول: طبعات الكتاب وأصولها
(1-1 (ملاذا نُعنى بهذا الكتاب؟
َّ كأني ببعض من يطِلعون على هذه الطبعة لكتاب «كليلة ودمنة»، أو يسمعون بها،
يقولون: ما لهذا الكتاب يُعنى به، ويُ ُ بذل في تصحيحه وتوضحيه ومقابلة نسخه وبيان
تاريخه هذا الجهد العظيم، وتُنفق على نشره هذه الأموال الكثرية، وهو كتاب تكرر طبعه
في الشرق والغرب، وتوالت طبعاته في مصر منذ عهد محمد علي باشا إلى اليوم، واتخذته
ًم َّ ا إلا َّ اطلع عليه وقرأه كله أو
وزارة املعارف كتابًا مدرسيٍّ ِ ا، فلا تجد في مصر عالًم ُ ا ولا متعلِّ
ٌ بعضه؟ وإني أعجل الجواب لهؤلاء فأقول: قليل من الكتب نال من إقبال الناس وعنايتهم
ِّ ما نال هذا الكتاب؛ فقد تنافست الأمم في اد ُ خاره منذ كِتب، وحرصت كل أمة أن تنقله إلى
ٍّ م هذا الكتاب إليها، وبحق ُعنيت الأمم
ِرج
َّ لغتها؛ فليس في لغات العالم ذات الآداب لغة إلا تُ
ِ بهذا الكتاب العجيب الذي يحوي من الحكم والآداب وضروب السياسة وأفانني القَصص
ِ ما يملأ القارئ عبرة وإعجابً ً ا وسرور

كليلة ودمنة
َّ عنى بهذا الكتاب في لغتها، وأجدر أن تهتمبتأريخه وتوضيحه
والأمم العربية أولى أن تُ
ٍ ونقده لأسباب عدة:
أولها: ٌ أن النسخة العربية أصل لكل ما في اللغات الأخرى — حاشا الترجمة السريانية
ِقد بعض الأصل
ِخذت عنه الترجمة العربية، وفُ
ُ
ِقد الأصل الفهلوي الذي أ
الأولى — فقد فُ
سخة العربية
ُّ
ِخذت عنه الترجمة الفهلوية، واضطرب بعضه؛ فصارت الن
ُ
الهندي الذي أ
ٍّما يرجع إليها من يريد إحداث ترجمة أو تصحيح ترجمة قديمة، بل يرجع إليها من
ُ
أ
يُريد جمع الأصل الهندي وتصحيحه.
والثاني: َّ من الأسباب: أن ُ هذا الكتاب كِت ُ ب باللغة العربية في منتصف القرن الثاني من
ِ الهجرة، فهو من أقدم ما بني أيدينا من كتب النثر العربي، وأسلوبُ ٌ ه مثال من أقدم
ٌ أساليب الإنشاء في لغتنا، وهو لذلك جدير بعناية مؤرخي الأدب العربي.
ِق ٌ ل من الفارسية إلى لغتنا، وملؤرخي الآداب كلام كثريٌ في تأثري
والثالث: َّ أن هذا الكتاب نُ
الأدب الفارسي في الأدب العربي في تلك العصور، والترجمة من أقوى الوسائل لتأثري
ِّبني صلة ما بني الفارسية والعربية في القرن الثاني،
أدب في آخر، فدراسة هذا الكتاب تُ
ِّبني َّ أن الأساليب العربية أخذت من الأساليب الفارسية أو لم تأخذ.
وتُ
َّ والرابع: َّ من دواعي العناية بهذا الكتاب: أن ً عندنا منه نسخا مختلفة لا تتفق اثنتان
ٍّ ا تاما، ويعظم الخلاف بني بعضها بالزيادة والنقص في بعض الأبواب،
منهما اتفاقً
ِ وبعض القصص والأمثال، وبالإطناب والإيجاز، واختلاف الألفاظ في املوضع الواحد؛
ُخرى، ويغلب على ظنِّ َّ ه أن الكتاب
ً حتى يعجب القارئ الذي يقيس نسخا من الكتاب بأ
ِرجم إلى العربية أكثر من مرة، وسيأتي بيان هذا.
تُ
وقد عثر الأستاذ هرتيل Hertel Johannes على كتاب «بنج تنترا» الهندي، وهو أصل
ِّ من أصول «كليلة ودمنة»، ودعا بعض املستشرقني إلى تحري النص الصحيح العربي
ليُستعان به على تصحيح الأصل الهندي.
ُوعِن َي الأستاذ برستيد Brestead. H James رئيس املعهد الشرقي في جامعة شيكاغو
بدراسة النصوص العربية لكتاب «كليلة ودمنة»، وكتب الأستاذ سبرنجلني Sprengling
ً من أساتذة هذه الجامعة مقالا َّ مفصًلا في الجريدة الأمريكية للغات والآداب السامية
١٩٢٤ يناير عدد The American Journal of Semitic Languages and Literatures
َّبني فيه عناية هذه الجامعة بتصحيح النص العربي للكتاب، وعدد املخطوطات الكثرية
12
املقدمة
ُ التي جِمعت من أرجاء العالم لهذا املقصد، ودعا الأدباء في الشرق والغرب إلى إمداده بما
عندهم من نصوص وآراء لهذا العمل.
(1-2 (طبعات الكتاب
ً فإن كان الكتاب لهذه الأسباب جديرا بعناية أدباء العربية قمينًا بأن يُطبع مستوفيًا
حقَّه من التصحيح والنقد، فهل طبع الكتاب مرة على هذه الشاكلة؟ ليس في طبعات
الكتاب التي ظهرت في أوروبا والبلاد العربية وبلاد الشرق الإسلامي طبعة واحدة جديرة
ُ بثقة القارئ الناقد، صالحة أن يعتمد عليها مؤرخ لهذا الكتاب أو مؤرخ للأدب العربي،
وبرهان هذه الدعوى فيما يلي:
طبعة دي ساسي
ُطِبع الكتاب لأول مرة في باريس سنة ١٨١٦م طبعه املستشرق الكبري سلفستر دي ساسي
Sacy de Sylvestre . ُ ويتبني من املقدمة التي كتبها الناشر أنَّه رأى كثرة الاختلاف بني
َّ النسخ التي وجدها في باريس؛ فاختار أقدمها في رأيه، وصححها ونقَّحها من نُسخ أخرى،
وكانت هذه النسخة التي اختارها في حاجة إلى التكميل والتصحيح والتنقيح، فيها نقص
َّ تداركه بعض القر ِ اء بخط حديث، وفيها مواضع ذهب بها الب ُ لى، وكلمات محيَ ُ ت فوِضعت
ِّ موضعها أخرى؛ فالكتاب الذي نشره دي ساسي لا يقدم للناقد نسخة واحدة تصلح للنقد
ُ واملقايسة، ولكن نسخة ملفقة؛ ولهذا لم يثق بها املستشرقون الذين عنُوا باملوضوع أمثال
فلكنر Falconer ،وجويدي Guidi ،ورايت Wright ،وزتنبرج Zotenberg ،وشاركهم
الأب شيخو في رأيهم، يقول نلدكه Noldeke» :يمكن أن يُقال إن اختيار أي مخطوط
.(Kalilah and Dimnah by Falconer P. XVII) «النقد على أجدى كان للطبع رديء
ُّ ٍّ سخة التي كانت أقل النسخ حظا من عناية دي ساسي هي أقرب
َّ وقد وجد نلدكه أن الن
النصوص إلى النسخة السريانية القديمة.

الطبعات املصرية
ُ وكل الطبعات التي طِب ً عت في مصركانت تكرارا لهذه الطبعة، فالطبعتان اللتان أخرجتهما
مطبعة بولاق سنة ١٢٤٩ وسنة ١٢٥١ه في عهد محمد علي باشا صورتان من طبعة دي
َّ ساسي إلا كلمات قليلة، يقول مصحح الكتاب في املقدمة:
فصادف سعده (أي: محمد علي باشا) املقترن من الله باملنة وجود نسخة
مطبوعة بالعربي في غري بلاد العرب من كتاب كليلة ودمنة، وهي التي ترجمها
عبد الله بن املقفع الكاتب املشهور في أيام أمري املؤمنني أبي جعفر املنصور،
وكانت ترجمتها من اللغة الفهلوية إلى اللغة العربية، واتفق الناس على صحة
ُ تلك النسخة لشهرة مصححها بالأملعية. (وهنا ينقل املصحح فقرات من مقدمة
ِّ دي ساسي تبني طريقة هذا املستشرق في تصحيح الكتاب).
َّ ثم إن ُ تلك النسخة املطبوعة عِرضت هي وغريها على شيخ مشايخ الإسلام
ُ وقدوة عَم َّ د الأنام مولانا الشيخ حسن العطار — أدام الله عموم فضله ما دام
ُّ الليل والنهار — فقال: يصح َّألا ُ يوجد لها في الصحة مثال؛ لشهرة مصححها
ِّ بالضبط وسعة الاط ٍ لاع على الأقوال، وحينئذ َّ اتفقت الآراء على أن يكون املعول
ُ في طبع ذلك الكتاب عليها، ومنتهى اختلاف النسخ ووفاقها إليها، فبادرت
َّ إشارة الأمر بصريح الامتثال، وسرحت في رياض تلك النسخ سائم الطرف
ُ والبال، فوجدت َّ املطبوعة أفصحها عبارة، وأوضحها إشارة، وأصحها معنى،
ٍ ن العربية، وبعض معان
َ فيظات حادت عن سنَ
َّ وأحكمها مبنى، غري أن فيها لُ
َريْ ُت أضياف املعاني بأي
قَ
َ فهم بطريقة م ْر ِضيَّة، فَ
مالت بها الركاكة عن أن تُ
ُّ لفظ تشتهيه، ورب ِ البيت ً أدرى بالذي فيه، خصوصا مع وجود املواد التي
َ تكشف عن وجوه الصحة نقاب الاشتباه، وما كان ذا م ِكنة فلينفق مما آتاه الله،
َّ ا على ذلك بما لدي ِّ من النسخ التي بخط القلم، معوًلا على عناية من
مستعينً
علَّم الإنسان ما لم يعلم.
ِلفيَ ْت
ُ
ً وكل الطبعات التي توالت في مصر كانت تكرار َّ ا لطبعة بولاق إلا ً فصولا ً وجملا أ
غريَ ُ ملائمة للآداب فحِذفت.
14
املقدمة
طبعتا اليازجي وطبارة
والطبعات الشامية كذلك اعتمدت على طبعة دي ساسي وما حاكاها من طبعات مصر مع
تصحيح أو تلفيق بينها وبني بعض املخطوطات.
ِّدمة طبعته أنه عثر على نسخة مكتوبة منذ ثلاثمائة
ُ ذكر الشيخ خليل اليازجي في مقَ
سخة املطبوعة في مصر ونسخة دي ساسي، ووجد بينهما
ُّ
سنة، وقايس بينها وبني الن
اختلافًا كثريًا، ثم قال: «وقد جمعت بني النسخ الثلاث وطبَّ ٍّ قت بينها بأن اخترت من كل
منها أحسنها، مع نقل املزيد في نسخة الخط املشار إليها، وإصلاح ما في النسخ الثلاث من
َّ خر زدتها مما عن للخاطر الضعيف للربط بني فواصل
ُ
َّ أغلاط النس ٍ اخ وغريها، وزيادات أ
ً الكلام، أو لاستدعاء املقام لها، أو لاستحسان موقعها، أو استطراد َّ ا جر إليه سياق الكلام
ُّ ُ سخة الأصلية لم تخل عن شيء بمعناه، وغري ذلك مما جرأني عليه الرغبة
َّ مما يظن أن الن
ِّ في رد هذا الكتاب الجليل ما أمكن إلى رونقه القديم، وإن كان يقصر عن ذلك ذرعي،
ُ ويضيق و ُ سعي، ولكني فعلت رجاء أن أستعني به عليه وأتطرق منه إليه؛ فتيََّسر لي أن
أجمع من النسخ الثلاث نسخة وافية جديرة بأن تُنزل منزلة النسخة الأصلية.»
ً ثم يذكر أنه حذف أمثالا وعبارات لا تلائم آداب العصر، ولا تصلح لقراءة التلاميذ.
َّوأما نُسخة أحمد حسن طبارة التي استعان على تصحيحها السيد مصطفى
َّ املنفلوطي، فيقول في مقدمتها إنه عثر على نسخة مصو ُ رة كِتبت سنة ١٠٨٦ه، فعزم
َس ِخها كنسخة باريس
َّ ر لدي من نُ
ً على طبعها، ثم يقول: «فعنيت أولا بمقابلتها على ما توفَّ
املطبوعة سنة ١٨١٦ ونسخة مصر املطبوعة سنة ١٢٩٧ ونُسخ بريوت الشهرية، واخترت
منها ما كان أقربها إلى الأصل، وأبعدها عن التحريف والتبديل، وأسلمها من الزيادة
والنقصان.»
َّ فترى من هذا أن َ نسختَي اليازجي وطبارة — على ما لقيتا من تصحيح وعناية — قد
لُفِّ ٌ قت لهما نسخ مختلفة، ووقع فيهما من تصرف الناشرين ما يذهب بقيمتهما التاريخية،
ويقلل خطرهما في رأي الناقد.
طبعة شيخو
ُ يقول الأب شيخو في امل َّ قدمة الفرنسية التي قدمها لطبعته إنَّه عثر في دير الشري في لبنان
ُ على مخطوط من كتاب «كليلة ودمنة»، كِت ً ب سنة ٧٣٩ه، وإنه رأى في أسلوبها شبها بما
15
ِ كليلة ودمنة
يُعرف من أسلوب ابن املقفع، ورأى أنها أقرب النُّسخ إلى الأصل الهندي «بنج تنترا» وإلى
الترجمتني السريانيتني: الترجمة القديمة املأخوذة عن الفهلوية، والحديثة املأخوذة عن
ِّ العربية، وإنه طبع الكتاب كما هو، لم يصحح أغلاطه ولم يوضح غامضه؛ ليكون أمام
ً املستشرقني صالحا للمقارنة والنقد.
ٍ بحروف ٍ صغرية
ثم يقول إنه ألحق بالكتاب الأبواب التي ليست في نسخته، مطبوعةً
تميِّزها عن الأبواب التي في نسخته.
َ ولا ريب ٍ أن طبعة شيخو — على ما فيها من سقط ٍ وغلط ٍ وتحريف ٍ كثري، بعضه
َ ه لأول نظرة، وبعضه لا يدر َّك إلا َ بعد طول بحث ومقارنة — لا ريب أن هذه
َدرك صوابُ
يُ
ِّ الطبعة أول طبعة في اللغة العربية تقد ٍّ م للقراء نص ً ا كاملا غري ملفَّق من كتاب «كليلة
ِرجم عن
ودمنة»، وتصلح أن تكون حلقة في سلسلة البحث عن أصل هذا الكتاب، كما تُ
الفهلوية.
ِّدمته إنه سيصحح نسخته من مخطوطات أخرى؛
ُ ثم قال الأب شيخو في آخر مقَ
ِ ليجعل منها نسخة مدرسية، وقد أخرج م ْن ُ بعد نسخة مدرسية مصححة.
ٌ وهذا مثال ِّ من نسخة شيخو يبني تحريفها، ويُرى استدراك الأب شيخو بني
ً هاتني العلامتني ( ) واستدراكنا بني العلامتني الأخريني [ ]: «ولست أجدني مخصوصا
َّ خالفه في شيءٍ من ذلك قط على رءوس جنده إلا
ُ
ً [مخصوما] في هذه املقالة؛ لأني لم أ
وقد تدبَّر [تدبرت] فيه املنفعة والزين. ولم أجاهره بشيءٍ من ذلك قط على رءوس جنده
ُ ولا عند خاصته وأصحابه، ولكن كنت أخلو به فألتمس ما أكلِّمه من ذلك كلام القانت
ُ لربه املوقن له، وعرفت أنه من طلب الرخص من النصحاء عند املشاورة، ومن الأطباء
عند املرضى، وعند الفقهاء في الشبهة (كذا) [والفقهاء عند الشبهة] أخطأ منافع الرأي،
وازداد في الرأي املرض (كذا) وجعل الوزر في الدين [فقد أخطأ الرأي وزاد في املرض
واحتمل الوزر]. فإن لم يكن هذا فعسى ذلك أن يكون من بعض سكرات السلطان، فإن
َّ من سكراته أن يرضى عن من [عمن] استوجب السخط، ويسخط على من استوجب الرضا
َ (الرضى) من غري سبب معلوم. وكذلك قالت العلماء: خاطَر َّ من لج ُّ ج في البحر، وأشد
َ منه مخاطرة صاحب السلطان، فإن هو ص ِحبَ ً هم (كذا) [يستعمل السلطان جمعا وهو
َّ استعمال صحيح قديم] بالوفاء والاستقامة واملود ٌ ة والنصيحة، خليق (كذا) لأن يعثر فلا
َّ ينتعش أو يعد (يعود)، وقد أشفى على الهلكة أن ينتعش وإن لم يكن هذا؛ فلعل بعض
ُ ه من الفضل ج ُ عل فيه هلاكي؛ فإن الشجرة الحسنة ربَّما كان فسادها في طيب
ما أعطيتُ
16
املقدمة
ِّو ُ لت [تنوولت] أغصانها وجِذبت حتى تُكسر وتفسد، والطاووس ربما صار
نُ
ثمرتها إذا تُ
بُ ً ه الذي هو حسنه وجماله وبالا عليه فاحتال (فإذا احتال) [لا حاجة ملا بني القوسني]
نَ
ذَ
ُّ به، والفرس الجواد القوي ربما أهلكه
نَ
إلى الخفة والنجاة ممن يطلبه فيشغله عن ذلك ذَ
ُقصد (كذا) [فأجهد] وأتعب، واستعمل ملا عنده من الفضل حتى يهلك» شيخو
ذلك فأ
(الطبعة الثانية ص٨٢ .(وليست هذه الفقرات أكثر من غريها تحريفً ا.
نسختنا) 3-1)
ُ رى مما قدمت أن كتاب «كليلة ودمنة» طِبع طبعات مدرسية كثرية تفي بتعليم الناشئة،
يُ
ولكنه لم يُطبَع طبعة واحدة يطمئن إليها الناقد الذي يتحرى ما كتبه ابن املقفع.
فلم يكن عجيبًا أن يطول البحث والعناء ليُطبع الكتاب طبعة أخرى، وكان من سوء
َّ الاتفاق أن هذه الحرب املاحقة التي يَ ْصَلى ُ بنارها ج ُ ناتها وغري جناتها شبَّت ونحن نتأهب
َّ لنشر هذا الكتاب، فلم يتيسر لنا تحصيل املخطوطات التي أردناها، ولكن كان من حسن
ُ الحظ أن عثرنا على نسخة في مكتبة أيا صوفيا بإسطنبول كِتبت سنة ٦١٨ه، فهي أقدم
من كل املخطوطات التي وصفها املستشرقون، وأقدم من نسخة شيخو املكتوبة سنة
٧٣٩ه والتي رآها شيخو أقدم نسخة مؤرخة فكتب على صفحة العنوان: «أقدم نسخة
مخطوطة مؤرخة لكتاب كليلة ودمنة.»
سخة واحتمال العناء الطويل في نشرها،
ُّ
ِ لم يكن القَدم وحده سببًا لاختيارنا هذه الن
ولكن اجتمعت فيها مزايا ظننا معها أنها جديرة بالنشر، وأن نشرها خطوة سديدة في
سبيل نقد الكتاب وتقريبه من أصله جهد املستطاع.
وهذا وصف النسخة وتبيني مزاياها وعيوبها:
ٍ عنوان النسخة: «كتاب كليلة ٍ ودمنة َ مما وضعتْه علماء الهند على لسان الطري والوحش
وغري ذلك في الحكم والأمثال»، وتحت العنوان: «يثق بالكافي محمد بن الحجافي»، وتحت
هذا ثلاثة أسطر مشطوبة شطبًا يمنع من قراءتها.
وفي آخر النسخة:
َّتم ِ الكتاب بعون ِالله ِ وتوفيقه ُ ، وكان الفراغ منه في مستهل جمادى الآخر من
شهور سنة ثمانية عشر وستمائة، غفر الله لكاتبه ولصاحبه وملن نظر فيه
ولجميع املسلمني واملسلمات الأحياء منهم والأموات، كتبه لنفسه الفقري إلى الله
تعالى املعترف بالتقصري عبد الله بن محمد العمري عفا الله عنه.
17
ِ كليلة ودمنة
وبعد هذا خمسة أبيات في وصف الكتاب.
وبعدها «وحسبنا الله ونعم الوكيل» في سطر، وفي سطر آخر: «كعمعق زهزوق»، وفي
سطر آخر: «الحمد هلل وحده اه اه اه.»
وبعد هذا سطران فيهما اسم بعض من ملكوا النسخة، ثم البيتان:
[لئن] نال غيري وهو دوني وصالا ه
وأصبح ذكري عندها غير نافقي [ن ِ افق]
فكم بيدق للشاه أصحب قاهًرا
ِ ولا زال قدر الشاه فوق البيادقي [البيادق]
سخة اسمه محمد بن
ُّ
َّ والظاهر من صفحتي العنوان والخاتمة أن صاحب الن
َّ الحجافي، وأن َّ كاتبها اسمه عبد الله بن محمد العمري، وأن َّ الكاتب من عامة النساخ الذي
لا يُ ٍ جيد النحو ولا رسم الحروف، فقد كتب: «كليلة ٍ ودمنة» بالصرف، وكتب: «جمادى
الآخر من شهور سنة ثمانية عشر وستمائة»، والصواب: جمادى الآخرة من شهور
ٍ سنة ثماني عشرة وستماية، وكتب في أبيات في الصفحة الأخرية: «ألسنت فصيحة» بتاء
ِ مفتوحة بدل: «ألس ٍنة».
ُّ ٌ سخة تحريف ٌ شنيع ٌ ، وسقط ٍ في جمل ٍ وكلمات ٍ وحروف ُ ، ورِسمت
ولهذا وقع في الن
ِعج َّ مت على صورة عجيبة لا توافق حروف العربية، حتى ظننت أن
ُ
بعض الكلمات وأ
ٍ الكاتب لا يحسن قراءة الكتاب، وكان يرسم الحروف كما يراها فيخطئ في كثري منها،
ٌِّ وبني َّ أن نصيب الكلمات الغريبة من هذا التحريف أوفر، وبعض التحريف لا يُ َّفسر َّإلا
َّ بأن الكاتب كان يستملي فيسيء السمع أو يخطئ الرسم.
ُ وهذه أمثلة من التحريف، وقد وضعت تصويبها بني هاتني العلامتني [ ]:
2
َّ «ثم إن شتربة لم يلبث أن عكن وشحن وسر [… أن عكد وشحم وتر]».

َّ «كان أسد البصرية، وأبلج الصدر، وأحرى أن يُقدم املزيدة على

الشبهة والشك]».
َّ «فإن الكاتم لدم املجرم في رتغ منتفع شركه إياه فيه [فإن ِ الكاتم لجرم املجرم
4
في وتغ مبتغ شركه فيه]».
5
«لم يقبض املحتال ولا للحسب [لم يقيَّض للجمال ولا للحسب]».
3 انظر: باب الفحص عن أمر دمنة (الناشر).
4 انظر: باب الفحص عن أمر دمنة (الناشر).
5 انظر: باب البوم والغربان (الناشر).
19
ِ كليلة ودمنة
«كذلك العالم يبصر الإثم قبيحه والبغي فيعلمه [… يبصر الإثم فيجتنبه، والبر
6
فيعمله]».
7
«فاطمئن إلى ما ذكرت وتؤمني [فاطمئن إلى ما ذكرت، وثق به منِّي]».
ومن التحريف الذي أحسبه نشأ عن الإملاء:
8
«لقد أورتني [أورطني] الحرص والشره على كبر السن شر مورط».
9
ِ «لم يأتي [يأت] إليك شيئً َّ ا إلا ِ وكنتي [كنت ِ ] ركبتي [ركبت] من غريك مثله».
َّ وإذا عرف القارئ أن كثريً َّ ا من هذه الجمل املحرفة تنفرد بها نسختنا، فلا يُمكن
َّ تصحيحها من النسخ الأخرى، وأن بعضها يقابله تحريف مثله أو أشنع منه في نسخة
ِمل في رد هذه الجمل إلى صواب يطمئن إليه الباحث.
َّ شيخو، تبني مقدار العناء الذي احتُ
ُ ع الجمل امل َّحرفة في مواضعها من تراجم الكتاب املختلفة
ً ويرى القارئ مثالا من تتبُّ
ُ في تعليقات باب «البوم والغربان» حيث ُ يرى كيف ص ِّححت الجملة: «فإن من يرا كل
ُ القتل يرا كل الحيف»، فرَّد َّ ت إلى أصلها: «فإن من يواكل الفيل يواكل الحيف».
مزايا هذه النسخة
َّ ولكن ُ هذه النسخة — على تحريفها وما فيها من سقط — تفضل النسخ املطبوعة كلها،
ٍّ وتحوي نصا يُ ُ خالف ما في تلك النسخ مخالفة بيِّنة، وتمتاز بمزايا منها:
(١ ُ (احتواؤها ج ًملا طويلة تُشبه ما يُعرف من كلام ابن املقفع في كتبه، وهذه الجمل
َّراء يكون
َّساخ والقُ
ُّ
ُّ َّ سخ الأخرى، وواضح أن ُّ تصرف الن
ُ ى مختصرة أو ميََّسرة في الن
تُلفَ
َ بتقريب الكتاب وتيسري جمله لا العكس، فالجمل الطويلة املستغلقة في نسختنا حريَّة أن
تكون أقرب إلى الأصل من الجمل القصرية اليسرية التي تقابلها في النُّسخ الأخرى.
6 انظر: باب إبلاد وإيراخت وشادرم ملك الهند (الناشر).
7 انظر: باب السنور والجرذ (الناشر).
8 انظر: باب القرد والغيلم (الناشر).
9 انظر: باب اللبؤة والشعهر (الناشر).
20
املقدمة
(٢ (َّ ومنها أن ً في نسختنا جملا ُ يتبني فيها أثر الأسلوب الفارسي، وقد غِّريَت في النسخ
الأخرى بما يُدخلها في الأساليب العربية املألوفة، وهذه أمثلة منها:
«حتى غلب على صاحب البيت النعاس، وحمله النوم»،10 فجملة: «حمله النوم»
ترجمة لفظية للجملة الفارسية: «خواب أورا برد»، وفي النُّسخ الأخرى: «فغلب
َّ الرجل النعاس.»
ِ «وعرفت أني — إن أواف ُ قه على ما لا أعلم ُ— أك ِّ ن كاملصدق املخدوع الذي زعموا
ٌ وظاهر
َّ أن ِ جماعة من اللصوص ذهبوا إلى بيت ٍ رجل من الأغنياء … إلخ»،11
ٌ أن «الذي» هنا ليست ملائمة للسياق، وليس بعدها عائد على املوصول، ويُقابل
ً «الذي» في الفارسية: «كه»، ولكن «كه» تأتي أيضا للتعليل أو التفريع، فكان
ينبغي أن تترجم الجملة: فقد زعموا … إلخ، ولكن املترجم وضع «الذي» هنا
موضع «كه» التي جاءت في الأصل الفارسي للتفريع، وهي في غري موضعها، وفي
النسخ الأخرى: «الذي زعموا فيه» أو «في شأنه» وهي زيادة لتعريب الجملة،
ِّ وفي شيخو (ص٣٤» :(كاملصدق املخدوع مثل الذي (كذا) زعموا أنه ذهب
سارق … إلخ.»
َّ «وأم َ ا من دونه فقد تجري أمورهم فنونًا يغلب على أكثر ذلك الخطأ»،12 ْ فوضع
«ذلك» موضع الضمري فيه شبَه بالعبارة الفارسية.
ٌ «فسأله رجل فقال»،13 تشبه هذه الجملة التعبري الفارسي: «برسيده گفت»،
«وتركوا التاج على رأسه»،14 فاستعمال «تركوا» في موضع «وضعوا» يشبه
أن يكون ترجمة للكلمة: «گذاشتند»، وهي تأتي بمعنى «الترك» وبمعنى
«الوضع»، وقد تُرجمت هنا باملعنى الأول، والأولى بها املعنى الثاني.
10 انظر: باب عرض الكتاب (الناشر).
11 انظر: باب برزويه الطبيب (الناشر).
12 انظر: باب الفحص عن أمر دمنة (الناشر).
13 انظر: باب ابن امللك وأصحابه (الناشر).
14 انظر: باب ابن امللك وأصحابه (الناشر).
21
ِ كليلة ودمنة
(٣ (ومن مزايا نُسختنا كذلك استعمال كلمات صحيحة غري شائعة، وهذه الكلمات
َّ تغري ٍ في النسخ الأخرى إلى كلمات مألوفة، ومن أمثلة هذا:
ُ «آملال أم اللذات ُ أم الصوت ُ أم أجر الآخرة؟»،15 فاستعمال «الصوت» بمعنى
«الصيت» صحيح، ولكن النسخ الأخرى غريته إلى «الصيت» أو «الذِّكر»، وفي
نسخة «شيخو» (ص٣١» :(الصون»، وهو تحريف «الصوت».
«فقال الأسد لقرابينه»،16 فاستعمال كلمة «قرابني» بمعنى خاصة امللك،
ً وتغيريها في النسخ الأخرى إلى «جلسائه» ونحوها إيثارا للكلام املألوف.
ِعملَت هذه الكلمة بمعنى الجمع، وهو استعمال قديم
«السلطان»17 استُ
ِ صحيح، وقد استعمل في النسخ الأخرى بمعنى املفرد.
َطن»18» البطن» وجع
ً «وكانت مللكهم ابنة كريمة، وكانت حاملا فأصابها بَ
ُ البطن، وقد غِّريت في النسخ الأخرى إلى «وجع البطن.»
َّ «فإن أولى أهل الدنيا بطيب العيش وكثرة السرور وحسن الثناء من لا يزال
َرحله موطوءًا من إخوانه»19 ومثل هذا في شيخو من التحريف؛ يُقابل هذا في
ً النسخ الأخرى: «من لا يزال ربعه من إخوانه وأصدقائه معمور َّ ا»، فقد غري
ً «رحله موطوءًا» إلى «ربعه معمورا» تقريبًا للعبارة.
ُريد به تيسري الكتاب، والنسخة التي تشتمل على
فتغيري النسخ الأخرى هذه الجمل أ
ُ الألفاظ الصحيحة امل َّ ستعملة عند خاصة الكتَّاب أقرب إلى الأصل من النسخ التي تُقابل
هذه الألفاظ بألفاظ شائعة مألوفة عند عامة القراء.
(٤ (ويقرب من هذا حرص نُسختنا على ذكر أسماء للمدن والأشخاص لا تُ َذكر في
ً النسخ الأخرى، وحفظها لبعض الأسماء صيغا أغرب مما في غريها، وهذا كثريٌ يمكن
15 انظر: باب برزويه الطبيب (الناشر).
16 انظر: باب الأسد والثور (الناشر).
17 انظر: باب الأسد والثور (الناشر).
18 انظر: باب الفحص عن أمر دمنة (الناشر).
19 انظر: باب الحمامة املطوقة (الناشر).
22
املقدمة
تتبعه في كل فصول الكتاب، ومن أمثلة هذا اسما الرجلني: «آذرهربد»،20 و«أزويه»،21
واسم الأسد: «بنكلة»،22 وأرض «مردات»،23 ومدينة «برود»،24 وانظر الأسماء في باب
«إبلاد وإيراخت وشادرم».
َّ والظاهر أن ً النسخ الأخرى حذفت هذه الأسماء الأعجمية اختصارا وتخفيفً ا على
َّ القراء.
(٥ (َّ والخامس مما تفضل به نسختنا النسخ املطبوعة أن نصوصها أقرب في الجملة
إلى النصوص التي تُلفى في كتب قديمة مثل كتاب «عيون الأخبار» لابن قتيبة املتوفى سنة
ٌ ٢٧٦ ،ففي هذا الكتاب جمل كثرية منقولة عن كتاب «كليلة ودمنة» ينسبها املؤلف إلى
ً هذا الكتاب تصريح َّ ا، أو يقول: «وقرأت في كتاب للهند»، والظاهر أن ابن قتيبة لا يلتزم
ً نص الكتاب دون تغيري، ولكن ما نقله يصلح أن يكون بألفاظه أو معانيه مقياسا بني
النسخ املتأخرة من هذا الكتاب.
ويرى القارئ أمثلة فيما يأتي:
(أ) عيون الأخبار: «وإنما تشبه بالجبل الوعر فيه الثمار الطيبة والسباع العاديَة،
فالارتقاء إليه شديد، واملقام فيه أشد» (ج١ ص١٩.(
نسختنا: «وإنما شبَّه العلماء السلطان بالجبل الوعر الذي فيه الثمار الطيبة، وهو
معدن السباع املخوفة، فالارتقاء إليه شديد، واملقام فيه أشد وأهول».25
النسخ الأخرى: «وإنما شبَّه العلماء السلطان بالجبل الصعب املرتقى الذي فيه
الثمار الطيبة، والجواهر النفيسة، والأدوية النافعة، وهو مع ذلك معدن السباع والنمور
ٍّ والذئاب وكل ضار ُّ مخوف، فالارتقاء إليه شديد واملقام فيه أشد» طبارة (الطبعة الرابعة
ص٩٦.(
20 انظر: باب توجيه كسرى أنو شروان برزويه إلى بلاد الهند لطلب الكتاب (الناشر).
21 انظر: باب توجيه كسرى أنو شروان برزويه إلى بلاد الهند لطلب الكتاب (الناشر).
22 انظر: باب الأسد والثور (الناشر).
23 انظر: باب الأسد والثور (الناشر).
24 انظر: باب الفحص عن أمر دمنة (الناشر).
25 انظر: باب الأسد والثور (الناشر).
23
ِ كليلة ودمنة
َّ ما مثل السلطان في قلة وفائه للأصحاب وسخاء نفسه عمن
(ب) عيون الأخبار: «إنَّ
فقد منهم مثل البغي واملكتَّ ُب كلَّما ذهب واحد جاء آخر» (ج١ ص٢٥.(
َّ نسختنا: «إنما مثلهم في قلة وفائهم لأصحابهم وسخاء أنفسهم عمن فقدوا منهم
مثل البغي كلما ذهب واحد جاء آخر مكانه».26
النسخ الأخرى: لا تلفى هذه الجملة.
ِنس والثقة: الزيارة في الرحل، واملؤاكلة،
(ج) عيون الأخبار: «ثلاثة أشياء تزيد في الأُ
ومعرفة الأهل والحشم» (ج٢ ص٢٤.(
ً نسختنا: «إن أمورا ثلاثة تزداد بها لطافة ما بني الإخوان، واسترسال بعضهم إلى
َّ بعض، منها املؤاكلة، ومنها الزيارة في الرحل، ومنها معرفة الأهل والحشم».27
َّ النسخ الأخرى: لا توجد الجملة في املصرية وطبارة. وفي اليازجي: «فإن أفضل ما
ْغ َشوا منزله، وينالوا من طعامه وشرابه، ويعرفهم أهله
يلتمسه املرء من أخلائه أن يَ
وولده وجريانه» اليازجي (ص٢٧٢.(
(د) عيون الأخبار: «ثلاثة يُ َّ هزأ بهم: مد ِ عي الحرب ولقاءِ الزحوف ِ وشدة النكاية في
َ ه سليم لا أثر ِ به، ومنتحل علم الدين والاجتهاد في العبادة، وهو غليظ الرقبة
الأعداء وبدنُ
أسمن الأثمة … إلخ» (ج٢ ص٢٠.(
نسختنا: «ثلاثة ينبغي أن يُسخر منهم: الذي يقول شهدت زحوفًا كثرية فأكثرت
القتل ولا يُرى في جسمه شيءٌ من آثار القتال، والذي يُخبر أنه عالم بالدين ناسك مجتهد
وهو بادن غليظ الرقبة لا يُرى عليه أثر التخشع … إلخ».28
النسخ الأخرى: في شيخو قريب مما هنا بعد تصحيح التحريف الشنيع، ولا توجد
الجملة في النسخ الأخرى.
يُرى نظريها
(ه) وكذلك الجملة: «أربعة يخافون مما لا ينبغي … إلخ.» نسختنا29
في «عيون الأخبار»، ولا تُعرف في النسخ الأخرى.
26 انظر: باب الأسد والثور (الناشر).
27 انظر: باب القرد والغيلم (الناشر).
28 انظر: باب إبلاد وإيراخت وشادرم ملك الهند (الناشر).
29 انظر: باب إبلاد وإيراخت وشادرم ملك الهند (الناشر).
24
املقدمة
(و) ً ونجد مثالا آخر في هذه الجملة من نسختنا:30» كالأسد الذي يفترس الأرنب،
َ فإذا رأى العري تركها وأخذه»، في نسخة شيخو (ص٥٦» :(فإذا رأى الأتان»، وفي النسخ
الأخرى: «البعري»، وفي منظومة أبان بن عبد الحميد التي نظمها للبرامكة:
كالأسد الذي يصي بً د أرنا ثم ي َع رى الير المَّد جها رب
فيرسل الأرنب من أظفاره ويتب َع ع الير على إدباره
سخ
(1-4 (نماذج من اختلاف النُّ
يحار قارئ الكتاب فيما بني نسخه من تخالف وتقارب واتفاق: في بعض الصفحات
ُخرى تتفق؛ ولكن
سخ اختلافًا بيِّنًا، وفي بعضها تتقارب في املعنى واللفظ، وفي أ
ُّ
تختلف الن
َّ الاتفاق يندر بني نسختنا والنسخ املطبوعة في مصر والشام، حاشا شيخو فإن موافقتها
نسختنا كثرية، بل توافقهما أكثر من تخالفهما.
ِ اب سواءً في تقارب النُّسخ وتباعدها، بل بعض الأبواب كباب
ُ وليست أبواب ِ الكتَ
«إبلاد وإيراخت وشادرم» يتضح فيه تقارب النسخ، وبعضها كباب «الأسد والثور»
َّ يتضح فيها التباعد، كأن الأبواب الأكثر نصيبً َّ ا من عناية القراء كانت أكثر نصيبًا من
َّ التغيري، على أن ُ الباب الواحد فيه فصول متقاربة وأخرى متباعدة.
ُ وسأبحث في أسباب اختلاف نسخ الكتاب حني الكلام على ترجمته إلى العربية،
ٍسخ ٍ مختلفة؛ لتكون
وأعرض فيما يلي على القارئ قصة السمكات الثلاث منقولة من نُ
ً مثالا ملا بينها من تباعد وتقارب:
نسختنا: َّ «زعموا أن ً غدير ُ ا كان فيه ثلاث ٍ سمكات: كيِّ ُ سة، وأكيس منها، وعاجزة، وكان
ٍ ذلك املكان بنجوة ُ من الأرض، لا يكاد يقر َّ به من الناس أحد، فلم َّ ا كان ذات يوم مر
َ صيادان على ذلك الغدير مجتازيْ ِ ن، فتواعدا أن يرجعا إليه بشباكهما فيصيدا الثلاث
َّ السمكات اللواتي رأياهن َّ فيه، فلم َّ ا رأتهما الحازمة ارتابت بهما، وتخوفت منهما، فلم

ِّ تعر َّ ج أن خرجت من مدخل املاء إلى النهر، وأما الكيِّسة فتلب

الشبهة والشك]».
َّ «فإن الكاتم لدم املجرم في رتغ منتفع شركه إياه فيه [فإن ِ الكاتم لجرم املجرم
4
في وتغ مبتغ شركه فيه]».
5
«لم يقبض املحتال ولا للحسب [لم يقيَّض للجمال ولا للحسب]».
3 انظر: باب الفحص عن أمر دمنة (الناشر).
4 انظر: باب الفحص عن أمر دمنة (الناشر).
5 انظر: باب البوم والغربان (الناشر).
19
ِ كليلة ودمنة
«كذلك العالم يبصر الإثم قبيحه والبغي فيعلمه [… يبصر الإثم فيجتنبه، والبر
6
فيعمله]».
7
«فاطمئن إلى ما ذكرت وتؤمني [فاطمئن إلى ما ذكرت، وثق به منِّي]».
ومن التحريف الذي أحسبه نشأ عن الإملاء:
8
«لقد أورتني [أورطني] الحرص والشره على كبر السن شر مورط».
9
ِ «لم يأتي [يأت] إليك شيئً َّ ا إلا ِ وكنتي [كنت ِ ] ركبتي [ركبت] من غريك مثله».
َّ وإذا عرف القارئ أن كثريً َّ ا من هذه الجمل املحرفة تنفرد بها نسختنا، فلا يُمكن
َّ تصحيحها من النسخ الأخرى، وأن بعضها يقابله تحريف مثله أو أشنع منه في نسخة
ِمل في رد هذه الجمل إلى صواب يطمئن إليه الباحث.
َّ شيخو، تبني مقدار العناء الذي احتُ
ُ ع الجمل امل َّحرفة في مواضعها من تراجم الكتاب املختلفة
ً ويرى القارئ مثالا من تتبُّ
ُ في تعليقات باب «البوم والغربان» حيث ُ يرى كيف ص ِّححت الجملة: «فإن من يرا كل
ُ القتل يرا كل الحيف»، فرَّد َّ ت إلى أصلها: «فإن من يواكل الفيل يواكل الحيف».
مزايا هذه النسخة
َّ ولكن ُ هذه النسخة — على تحريفها وما فيها من سقط — تفضل النسخ املطبوعة كلها،
ٍّ وتحوي نصا يُ ُ خالف ما في تلك النسخ مخالفة بيِّنة، وتمتاز بمزايا منها:
(١ ُ (احتواؤها ج ًملا طويلة تُشبه ما يُعرف من كلام ابن املقفع في كتبه، وهذه الجمل
َّراء يكون
َّساخ والقُ
ُّ
ُّ َّ سخ الأخرى، وواضح أن ُّ تصرف الن
ُ ى مختصرة أو ميََّسرة في الن
تُلفَ
َ بتقريب الكتاب وتيسري جمله لا العكس، فالجمل الطويلة املستغلقة في نسختنا حريَّة أن
تكون أقرب إلى الأصل من الجمل القصرية اليسرية التي تقابلها في النُّسخ الأخرى.
6 انظر: باب إبلاد وإيراخت وشادرم ملك الهند (الناشر).
7 انظر: باب السنور والجرذ (الناشر).
8 انظر: باب القرد والغيلم (الناشر).
9 انظر: باب اللبؤة والشعهر (الناشر).
20
املقدمة
(٢ (َّ ومنها أن ً في نسختنا جملا ُ يتبني فيها أثر الأسلوب الفارسي، وقد غِّريَت في النسخ
الأخرى بما يُدخلها في الأساليب العربية املألوفة، وهذه أمثلة منها:
«حتى غلب على صاحب البيت النعاس، وحمله النوم»،10 فجملة: «حمله النوم»
ترجمة لفظية للجملة الفارسية: «خواب أورا برد»، وفي النُّسخ الأخرى: «فغلب
َّ الرجل النعاس.»
ِ «وعرفت أني — إن أواف ُ قه على ما لا أعلم ُ— أك ِّ ن كاملصدق املخدوع الذي زعموا
ٌ وظاهر
َّ أن ِ جماعة من اللصوص ذهبوا إلى بيت ٍ رجل من الأغنياء … إلخ»،11
ٌ أن «الذي» هنا ليست ملائمة للسياق، وليس بعدها عائد على املوصول، ويُقابل
ً «الذي» في الفارسية: «كه»، ولكن «كه» تأتي أيضا للتعليل أو التفريع، فكان
ينبغي أن تترجم الجملة: فقد زعموا … إلخ، ولكن املترجم وضع «الذي» هنا
موضع «كه» التي جاءت في الأصل الفارسي للتفريع، وهي في غري موضعها، وفي
النسخ الأخرى: «الذي زعموا فيه» أو «في شأنه» وهي زيادة لتعريب الجملة،
ِّ وفي شيخو (ص٣٤» :(كاملصدق املخدوع مثل الذي (كذا) زعموا أنه ذهب
سارق … إلخ.»
َّ «وأم َ ا من دونه فقد تجري أمورهم فنونًا يغلب على أكثر ذلك الخطأ»،12 ْ فوضع
«ذلك» موضع الضمري فيه شبَه بالعبارة الفارسية.
ٌ «فسأله رجل فقال»،13 تشبه هذه الجملة التعبري الفارسي: «برسيده گفت»،
«وتركوا التاج على رأسه»،14 فاستعمال «تركوا» في موضع «وضعوا» يشبه
أن يكون ترجمة للكلمة: «گذاشتند»، وهي تأتي بمعنى «الترك» وبمعنى
«الوضع»، وقد تُرجمت هنا باملعنى الأول، والأولى بها املعنى الثاني.
10 انظر: باب عرض الكتاب (الناشر).
11 انظر: باب برزويه الطبيب (الناشر).
12 انظر: باب الفحص عن أمر دمنة (الناشر).
13 انظر: باب ابن امللك وأصحابه (الناشر).
14 انظر: باب ابن امللك وأصحابه (الناشر).
21
ِ كليلة ودمنة
(٣ (ومن مزايا نُسختنا كذلك استعمال كلمات صحيحة غري شائعة، وهذه الكلمات
َّ تغري ٍ في النسخ الأخرى إلى كلمات مألوفة، ومن أمثلة هذا:
ُ «آملال أم اللذات ُ أم الصوت ُ أم أجر الآخرة؟»،15 فاستعمال «الصوت» بمعنى
«الصيت» صحيح، ولكن النسخ الأخرى غريته إلى «الصيت» أو «الذِّكر»، وفي
نسخة «شيخو» (ص٣١» :(الصون»، وهو تحريف «الصوت».
«فقال الأسد لقرابينه»،16 فاستعمال كلمة «قرابني» بمعنى خاصة امللك،
ً وتغيريها في النسخ الأخرى إلى «جلسائه» ونحوها إيثارا للكلام املألوف.
ِعملَت هذه الكلمة بمعنى الجمع، وهو استعمال قديم
«السلطان»17 استُ
ِ صحيح، وقد استعمل في النسخ الأخرى بمعنى املفرد.
َطن»18» البطن» وجع
ً «وكانت مللكهم ابنة كريمة، وكانت حاملا فأصابها بَ
ُ البطن، وقد غِّريت في النسخ الأخرى إلى «وجع البطن.»
َّ «فإن أولى أهل الدنيا بطيب العيش وكثرة السرور وحسن الثناء من لا يزال
َرحله موطوءًا من إخوانه»19 ومثل هذا في شيخو من التحريف؛ يُقابل هذا في
ً النسخ الأخرى: «من لا يزال ربعه من إخوانه وأصدقائه معمور َّ ا»، فقد غري
ً «رحله موطوءًا» إلى «ربعه معمورا» تقريبًا للعبارة.
ُريد به تيسري الكتاب، والنسخة التي تشتمل على
فتغيري النسخ الأخرى هذه الجمل أ
ُ الألفاظ الصحيحة امل َّ ستعملة عند خاصة الكتَّاب أقرب إلى الأصل من النسخ التي تُقابل
هذه الألفاظ بألفاظ شائعة مألوفة عند عامة القراء.
(٤ (ويقرب من هذا حرص نُسختنا على ذكر أسماء للمدن والأشخاص لا تُ َذكر في
ً النسخ الأخرى، وحفظها لبعض الأسماء صيغا أغرب مما في غريها، وهذا كثريٌ يمكن
15 انظر: باب برزويه الطبيب (الناشر).
16 انظر: باب الأسد والثور (الناشر).
17 انظر: باب الأسد والثور (الناشر).
18 انظر: باب الفحص عن أمر دمنة (الناشر).
19 انظر: باب الحمامة املطوقة (الناشر).
22
املقدمة
تتبعه في كل فصول الكتاب، ومن أمثلة هذا اسما الرجلني: «آذرهربد»،20 و«أزويه»،21
واسم الأسد: «بنكلة»،22 وأرض «مردات»،23 ومدينة «برود»،24 وانظر الأسماء في باب
«إبلاد وإيراخت وشادرم».
َّ والظاهر أن ً النسخ الأخرى حذفت هذه الأسماء الأعجمية اختصارا وتخفيفً ا على
َّ القراء.
(٥ (َّ والخامس مما تفضل به نسختنا النسخ املطبوعة أن نصوصها أقرب في الجملة
إلى النصوص التي تُلفى في كتب قديمة مثل كتاب «عيون الأخبار» لابن قتيبة املتوفى سنة
ٌ ٢٧٦ ،ففي هذا الكتاب جمل كثرية منقولة عن كتاب «كليلة ودمنة» ينسبها املؤلف إلى
ً هذا الكتاب تصريح َّ ا، أو يقول: «وقرأت في كتاب للهند»، والظاهر أن ابن قتيبة لا يلتزم
ً نص الكتاب دون تغيري، ولكن ما نقله يصلح أن يكون بألفاظه أو معانيه مقياسا بني
النسخ املتأخرة من هذا الكتاب.
ويرى القارئ أمثلة فيما يأتي:
(أ) عيون الأخبار: «وإنما تشبه بالجبل الوعر فيه الثمار الطيبة والسباع العاديَة،
فالارتقاء إليه شديد، واملقام فيه أشد» (ج١ ص١٩.(
نسختنا: «وإنما شبَّه العلماء السلطان بالجبل الوعر الذي فيه الثمار الطيبة، وهو
معدن السباع املخوفة، فالارتقاء إليه شديد، واملقام فيه أشد وأهول».25
النسخ الأخرى: «وإنما شبَّه العلماء السلطان بالجبل الصعب املرتقى الذي فيه
الثمار الطيبة، والجواهر النفيسة، والأدوية النافعة، وهو مع ذلك معدن السباع والنمور
ٍّ والذئاب وكل ضار ُّ مخوف، فالارتقاء إليه شديد واملقام فيه أشد» طبارة (الطبعة الرابعة
ص٩٦.(
20 انظر: باب توجيه كسرى أنو شروان برزويه إلى بلاد الهند لطلب الكتاب (الناشر).
21 انظر: باب توجيه كسرى أنو شروان برزويه إلى بلاد الهند لطلب الكتاب (الناشر).
22 انظر: باب الأسد والثور (الناشر).
23 انظر: باب الأسد والثور (الناشر).
24 انظر: باب الفحص عن أمر دمنة (الناشر).
25 انظر: باب الأسد والثور (الناشر).
23
ِ كليلة ودمنة
َّ ما مثل السلطان في قلة وفائه للأصحاب وسخاء نفسه عمن
(ب) عيون الأخبار: «إنَّ
فقد منهم مثل البغي واملكتَّ ُب كلَّما ذهب واحد جاء آخر» (ج١ ص٢٥.(
َّ نسختنا: «إنما مثلهم في قلة وفائهم لأصحابهم وسخاء أنفسهم عمن فقدوا منهم
مثل البغي كلما ذهب واحد جاء آخر مكانه».26
النسخ الأخرى: لا تلفى هذه الجملة.
ِنس والثقة: الزيارة في الرحل، واملؤاكلة،
(ج) عيون الأخبار: «ثلاثة أشياء تزيد في الأُ
ومعرفة الأهل والحشم» (ج٢ ص٢٤.(
ً نسختنا: «إن أمورا ثلاثة تزداد بها لطافة ما بني الإخوان، واسترسال بعضهم إلى
َّ بعض، منها املؤاكلة، ومنها الزيارة في الرحل، ومنها معرفة الأهل والحشم».27
َّ النسخ الأخرى: لا توجد الجملة في املصرية وطبارة. وفي اليازجي: «فإن أفضل ما
ْغ َشوا منزله، وينالوا من طعامه وشرابه، ويعرفهم أهله
يلتمسه املرء من أخلائه أن يَ
وولده وجريانه» اليازجي (ص٢٧٢.(
(د) عيون الأخبار: «ثلاثة يُ َّ هزأ بهم: مد ِ عي الحرب ولقاءِ الزحوف ِ وشدة النكاية في
َ ه سليم لا أثر ِ به، ومنتحل علم الدين والاجتهاد في العبادة، وهو غليظ الرقبة
الأعداء وبدنُ
أسمن الأثمة … إلخ» (ج٢ ص٢٠.(
نسختنا: «ثلاثة ينبغي أن يُسخر منهم: الذي يقول شهدت زحوفًا كثرية فأكثرت
القتل ولا يُرى في جسمه شيءٌ من آثار القتال، والذي يُخبر أنه عالم بالدين ناسك مجتهد
وهو بادن غليظ الرقبة لا يُرى عليه أثر التخشع … إلخ».28
النسخ الأخرى: في شيخو قريب مما هنا بعد تصحيح التحريف الشنيع، ولا توجد
الجملة في النسخ الأخرى.
يُرى نظريها
(ه) وكذلك الجملة: «أربعة يخافون مما لا ينبغي … إلخ.» نسختنا29
في «عيون الأخبار»، ولا تُعرف في النسخ الأخرى.
26 انظر: باب الأسد والثور (الناشر).
27 انظر: باب القرد والغيلم (الناشر).
28 انظر: باب إبلاد وإيراخت وشادرم ملك الهند (الناشر).
29 انظر: باب إبلاد وإيراخت وشادرم ملك الهند (الناشر).
24
املقدمة
(و) ً ونجد مثالا آخر في هذه الجملة من نسختنا:30» كالأسد الذي يفترس الأرنب،
َ فإذا رأى العري تركها وأخذه»، في نسخة شيخو (ص٥٦» :(فإذا رأى الأتان»، وفي النسخ
الأخرى: «البعري»، وفي منظومة أبان بن عبد الحميد التي نظمها للبرامكة:
كالأسد الذي يصي بً د أرنا ثم ي َع رى الير المَّد جها رب
فيرسل الأرنب من أظفاره ويتب َع ع الير على إدباره
سخ
(1-4 (نماذج من اختلاف النُّ
يحار قارئ الكتاب فيما بني نسخه من تخالف وتقارب واتفاق: في بعض الصفحات
ُخرى تتفق؛ ولكن
سخ اختلافًا بيِّنًا، وفي بعضها تتقارب في املعنى واللفظ، وفي أ
ُّ
تختلف الن
َّ الاتفاق يندر بني نسختنا والنسخ املطبوعة في مصر والشام، حاشا شيخو فإن موافقتها
نسختنا كثرية، بل توافقهما أكثر من تخالفهما.
ِ اب سواءً في تقارب النُّسخ وتباعدها، بل بعض الأبواب كباب
ُ وليست أبواب ِ الكتَ
«إبلاد وإيراخت وشادرم» يتضح فيه تقارب النسخ، وبعضها كباب «الأسد والثور»
َّ يتضح فيها التباعد، كأن الأبواب الأكثر نصيبً َّ ا من عناية القراء كانت أكثر نصيبًا من
َّ التغيري، على أن ُ الباب الواحد فيه فصول متقاربة وأخرى متباعدة.
ُ وسأبحث في أسباب اختلاف نسخ الكتاب حني الكلام على ترجمته إلى العربية،
ٍسخ ٍ مختلفة؛ لتكون
وأعرض فيما يلي على القارئ قصة السمكات الثلاث منقولة من نُ
ً مثالا ملا بينها من تباعد وتقارب:
نسختنا: َّ «زعموا أن ً غدير ُ ا كان فيه ثلاث ٍ سمكات: كيِّ ُ سة، وأكيس منها، وعاجزة، وكان
ٍ ذلك املكان بنجوة ُ من الأرض، لا يكاد يقر َّ به من الناس أحد، فلم َّ ا كان ذات يوم مر
َ صيادان على ذلك الغدير مجتازيْ ِ ن، فتواعدا أن يرجعا إليه بشباكهما فيصيدا الثلاث
َّ السمكات اللواتي رأياهن َّ فيه، فلم َّ ا رأتهما الحازمة ارتابت بهما، وتخوفت منهما، فلم
ِّ تعر َّ ج أن خرجت من مدخل املاء إلى النهر، وأما الكيِّسة فتلب

 

 . . .أكمل القصة 

0 Reviews

Write a Review

Main Content